بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
قال تعالى "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله" . وقال "انفٍروا خٍفافاً و ثٍقالاً وجاهدوا بأموالكم و أنفٍسكم فى سبيل الله " وقال سبحانه "يا أيها الذين آمنوا إذا لقٍيتم فئةً فأثبتوا "وأذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون.
ان قتال الكفار بالسلاح والسنان يختلف بإختلاف حالة المسلمين
فهو فرض كفاية :
ان كان الكفار فى بلادهم ولا يحشدون لقتال المسلمين فالقتال حينئذ فرض كفاية فقوله تعالى"وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) [القرطبي: "فيها أن الجهاد ليس على الأعيان وأنه فرض كفاية إذ لو نفر الكل لضاع من ورائهم من العيال، التوبة : 122] قال فليخرج فريق منهم للجهاد وليقم فريق يتفقهون في الدين ويحفظون الحريم، حتى إذا عاد النافرون أعلمهم المقيمون ما تعلموه من أحكام الشرع" . التفسير (8/293). وأقل فرض كفاية سد الثغور بالمسنين لأرهاب عدو الله وإرسال جيش فى السنة على الأقل "فعلى الأمام أن يبعث سرية إلى دار الحرب كل سنة مرة أو مرتين وعلى الرعية أعانته فان لم يبعث كان الأثم عليه (حاشية ابن عابدين ج3 -238) ومعنى فرض الكفاية أن يقوم به بعض الأمة فان لم يقم به أحد أثمت جميع الأمة " هذا الذى نص عليه جمهور الفقهاء .
وفرض عين:
يصبح فرض عين على كل مسلم فى حالات منها :
أ-اذا دهم الكفار بلدة من بلدان المسلمين وهاجموها يتعين على أهلها حتى النساء منهم مدافعته وقتالة.فتخرج المرأة بدون اذن زوجها والصبى بدون اذن والديه والمدين بدون أذن غريمة والعبد بدون اذن سيده وقد اتفق الأئمة الأربعة على ذلك وكذلك يصبح فرض عين على كل بلدة قريبةالمسافة ولولم يجد المسلم فرس راحلة يركب عليه .جاء فى فتح القديرلأبن همام ج2(فان هجموا على بلدة من بلاد المسلمين فيصير من فروض الأعيان على جميع أهل البلدة النفير وكذلك من يقرب منهم فإن لم يكن من أهلها كفاية وكذلك من يقرب منهم او تكاسلوا أو عصوا وهكذا الى أن يجب على جميع أهل الاسلام شرقا وغربا) "وهو الوضع القائم الآن" . وفى حاشية ابن عابدين ج3-240(وفرض عين ان هجم الكفار على ثغر من ثغور الاسلام فيصير فرض عين على من بقرب منهم فأما من وراءهم ببعد من العدو فهو فرض كفاية اذا لم يحتج اليهم فاذا احتج اليهم بأن عجز من كان بقرب العدو عن المقاومة مع العدو او لم يعجزوا وتكاسلوا ولم يجاهدوا فانه يفترض على من يليهم فرض عين كالصلاة والصوم لا يسعهم تركه الى ان يفترض على جميع أهل الاسلام شرقا و غربا وعلى هذا التدريج)
ب-اذا استنفر الأمام أشخاص يكون الجهاد فرض عين على هؤلاء الأشخاص ويسمى نفيرا خاصا واذا استنفر الناس جميعا ويسمى نفيرا عاما ويبح فرض عين على الأمة . ففى البخارى عن ابن عباس ان النبى صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح " لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا أستفرتم فانفروا " .
جـ اذا ألتقى الصفان أو شرع فى القتال
د- اذا اثر الكفار مسلما أو مسلمة : اتفق العلماء ان اذا أسر مسلم من قبل الكفار فانه يج بعلى المسلمين جميعا انقاذه. ففى فتح القدير (اما انقاذ الأسير فوجوبه على الكل متجه من أهل الشرق والغرب ممن علم ) ومثله فى البحر الرائق . وفى نهاية المحتاج ( ولو أسروا مسلما فالأصح وجوب النهوض اليهم وجوب عين لخلاصة ان توقعناه على ندور فى الاوجه كدخولهم دارنا بل اولى فحرمة المسلم أعظم.
فضل الجهاد:
ورد فى فضل الجهاد والأستشهاد فى سبيل الله من الآيات والأحاديث الصحيحة ما يجعل الجهاد فى سبيل الله من أعظم القربات الى الله و افضل العبادات فيقول تعالى "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنًة يقاتلون فى سبيل الله فيَقتٍلون ويُيقتَلون وعداً عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " و قولة تعالى فى فضل المجاهدين المستشهدين "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند بهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ". و قول الرسول صلى الله عليه وسلم "مثل المجاهد فى سبيل الله والله اعلم بمن يجاهد فى سبيله -كمثل الصائم القائم , وتوكل الله للمجاهد فى سبيله ات توفاه ان يدخله الجنة او يرجعة سالماً مع أجر او غنيمة" (رواه ابن ماجة وهو فى الصحيحين بأتم من هذا اللفظ).. و قوله صلى الله عليه وسلم "وقد سأله رجل قائلا دلنى عن عمل يعدل الجهاد فقال لا أجد ثم قال :هل تستطيع إذا خرج المجاهد ان تخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر؟ قال :ومن يستطيع ذلك" (رواه النسائى وهو فى الصحيحين بمعناه)… وقوله صلى الله عليه وسلم " من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق"(رواة مسلم).. وقوله صلى الله عليه وسلم "ما أغبّرت قدما عبد فى سبيل الله فمسته النار"
نقل ما بعاليه بتصرف من (منهاج المسلم لأبوبكر جابر الجزائرى -اعلاء السنن-نهاية المحتاج الى شرح المنهاج للرملى-فتح القدير-الهداية لابن همام- البحر الرائق )
هذا ما وفقنا الله على جمعة فى حكم الجهاد فى سبيل الله فـلتنضم أخى الينا فى مسيرة الجهاد
أضغط هنا لتتعرف
وتشارك فى الجهاد الإلكترونى